نتائج الفن بمسابقة شهر رمضان

ن دون شك، بات شهر رمضان من أهم »المواسم الاعلامية« بالنسبة إلى شركات الإنتاج الفني والقنوات التلفزيونية المحلية والفضائية على حد سواء. فالكل تسابق خلال شهر كامل لكسب أكبر شريحة ممكنة من الجمهور، من خلال المنافسة على عرض أفضل البرامج والمسلسلات على الشاشة.
وبهدف الكشف عن حاجات وتطلعات المشاهد ومساعدة المنتجين والمخرجين والعاملين في هذا الحقل الإعلامي والفني المهم في مسعاهم لتقديم ما هو أفضل للمشاهد العربي، قامت شركة »آراء للبحوث والاستشارات« بالتعاون مع جريدة »السفير«، باستطلاع آراء المشاهدين اللبنانيين حول البرامج التي شاهدوها، وفنانيهم المفضلين بالإضافة إلى تقييمهم العام لدورة البرامج في شهر رمضان على جميع المحطات التلفزيونية.
أجريت الدراسة في الفترة الممتدة ما بين ٢٠ و٢٨ أيلول ،٢٠٠٨ عبر مقابلات هاتفية مُمكننة بواسطة الحاسوب. وتألفت العينة المنتقاة من ٣٠٠ مستفتى من اللبنانيين من الأفراد الذين تفوق أعمارهم ١٤ سنة. وتم انتقاء العينة بشكل عشوائي من دليل الهاتف لتماثل التوزيع السكاني على المحافظات، وتوزيع الجنس والعمر. وكانت العينة موزعة بما نسبته ٤٩ في المئة ذكوراً و٥١ في المئة إناثاً. أما من حيث العمر فكانت النسب كالتالي:
من ١٥ إلى ٢٤ سنة: ٣٢٪، من ٢٥ إلى ٣٤ سنة: ٢٣٪، من ٣٥ إلى ٤٤ سنة: ١٩٪، أكثر من ٤٥ سنة: ٢٦٪.
أما التوزيع من حيث مناطق السكن فكان على الشكل التالي: بيروت ٢٨٪، جبل لبنان ٢٦٪، الجنوب ٢٠٪، الشمال ١٤٪ والبقاع ١٣٪.
القناة الأفضل
تميزت قناة »أم بي سي ١« في اعتبارها المحطة التي قدمت أفضل البرامج من قبل ٤١٪ من اللبنانيين وبفارق شاسع جدًا عن أقرب المنافسين لها. واللافت تراجع الفضائيات اللبنانية بين جمهورها. إذ حصلت كل من »الجديد« و»المنار« و»أل بي سي« و»المستقبل« على نسب متفاوتة لم تتخطَ الـ .١٠
وحلّت هذا العام قناتا »الجديد« و»المنار« بالتساوي في المرتبة الثانية، حيث حازت كل منهما نسبة ١٠٪ من المشاهدين الذين اعتبروا أنهما تقدمان أفضل البرامج خلال شهر رمضان المبارك. والجدير بالذكر أن مجموعة »أل بي سي« التي قدمت برمجتين الأولى فضائية تستهدف المشاهد الخليجي وأخرى أرضية تستهدف المشاهد اللبناني، قد حازت إعجاب ١٧٪ من اللبنانيين (»الفضائية اللبنانية بنسبة ٩٪، و»ال بي سي الأرضية« بنسبة ٨٪)، بينما حلّت قناة »المستقبل« في المرتبة السابعة بنسبة ٦٪ خلف »أيه آر تي«.
المسلسل الدرامي الأفضل
تبيّن من نتائج الدراسة، لناحية نسبة متابعة البرامج التلفزيونية، أن الدراما السورية ما زالت محافظة على تألقها للعام الثاني على التوالي من خلال »باب الحارة ٣«، الذي احتلّ المركز الأول، حيث أعلنت نسبة ٣٩٪ من العيــنة أنــها تفضل هــذا المسلسل.
أما في ما يخصّ النسب الأخرى في فئة المسلسلات الدرامية، فقد حلّ مسلسل »أهل الراية«، الذي استقطب نسبة ١٢٪ من العينة، في المركز الثاني، بينما حل مسلسل »الدالي ٢« في المركز الثالث بنسبة (١١٪)، ومسلسل »ورود ممزّقة« بعده في المرتبة الرابعة بنسبة (٧٪).
البرنامج الكوميدي الأفضل
تزاحمت البرامج الكوميدية، هذا العام، في ما بينها على نيل الأفضلية لدى جمهور المشاهدين. وقد زاد في الأمر تعقيداً واقع أن ٣٣٪ من العينة لا يشاهدون أو لا يتابعون بشكل منتظم الأعمال الكوميدية. إلا أن الجدير بالملاحظة، أن مواقع الصدارة احتلّتها البرنامج الكوميدية اللبنانية، وذلك بواقع ثلاثة برامج بين المراكز الخمسة الأولى، وبفوارق ضئيلة.
وقد حل البرنامج الكوميدي الاستعراضي »إربت تنحل« الذي تقدمه قناة »الجديد« في المرتبة الأولى بين البرامج الكوميدية، وقد نال التفضيل بنسبة ١٨٪ من المشاهدين. بينما حل في المركز الثاني برنامج »راجل وست ستّات« بنسبة ١٢٪، على قناة »أل بي سي الأرضية«، من ثم حل البرنامج الساخر »دمى قراطـــية« في المرتبــة الثالثة بنسبة (٨٪) أيضا على قناة »أل بي سي الأرضية«.
أفضل ممثل وممثلة
حلّ الممثّل سامر المصري في المرتبة الأولى حيث حاز أعلى مرتبة تفضيل لدى عيّنة المستطلعين محققاً أعلى نسبة إعجاب (٤٠٪) عن دوره في المسلسل السوري »باب الحارة ٣«، وبنسبة متقاربة جدا بين المشاهدين من الذكور والإناث (٥١٪ ذكورا ـ ٤٩ إناثا). أما في المركز الثاني فقد حلّ الممثل نور الشريف عن دوره في المسلسل المصري »الدالي ٢«، بنسبة (١٨٪)؛ أي بفارق أكثر من النصف عن المركز الأول. وفي المرتبة الثالثة الممثل جمال سليمان عن دوره في المسلسل السوري »أهل الراية«، بنسبة (١٣٪).
أما بالنسبة إلى فئة أفضل ممثلة لهذا الموسم، فقد نالت الفنانة المصرية يسرا نسبة ٢٤٪ عن دور البطولة التي لعبته في مسلسل »في إيد أمينة«، تبعتها بفارق ضئيل الفنانة السورية صباح الجزائري لتخطف إعجاب ٢٣٪ من المشاهدين عن دورها في المسلسل السوري »باب الحارة ٣«. بينما حلت الفنانة سلاف فواخرجي في المركز الثالث بنسبة (٧٪)، عن دورها في مسلسل »أسمهان«.
برامج المسابقات ومقدميها
أصبحت المسابقات من البرامج الضرورية على جدول برامج دورة رمضان في كل عام. برغم ذلك، قليلة هي المسابقات الناجحة التي تأسر المشاهدين بشكل مواظب؛ وهي عادة ما تحوز إعجاب الفئات الشابة والأصغر سناً، فتشكل لهم تحدياً في استكشاف مدى علمهم، ووسيلة لاكتساب ما هو جديد من المعلومات التي غابت عنهم. والواضح في هذه الدورة كان اتجاه المعدين للتنافس على تقديم جوائز نقدية قيمة لجذب المشاهد.
وقد اتضح بنتائج الدراسة أن برنامج »دولارات وسيارات« الذي عرض على قناة »الجديد«، قد استأثر على الأفضلية بنسبة (٥١٪) من المشاهدين. كما حاز مقدم هذا البرنامج، طوني خليفة المركز الأول بين أفضل مقدمي برامج المسابقات، بنسبة (٦١٪). وبفارق كبير جاء برنامج »شو بتقول« ثانياً في فئة المسابقات بنسبة (١٤٪)؛ بينما استحوذ مقدم هذا البرنامج طوني بارود على (١٤٪) من إجمالي العيّنة، إذ حلّ في المركز الثاني.
البرامج الحوارية
جاءت نتائج الدراسة لتثبت عزوف المشاهدين عن البرامج الحوارية خلال دورة شهر رمضان المبارك، حيث أعرب ٨٧٪ من العينة عن عدم متابعة هذا النوع من البرامج؛ ربما يعود السبب إلى تفضيل المشاهدين متابعة البرامج المخصصة لمناسبة الشهر الكريم من جهة، وتوقف البرامج بعض الحوارية من جهة أخرى خلال رمضان.
وقد حاز برنامج »صباح المنار« الذي يعرض على قناة »المنار«، و»الفساد« الذي يعرض على قناة »الجديد«، و»القاهرة اليوم« الذي يعــرض على قناة »أوربت« على نسب متساوية من المشاهدين (٤٪) فقط.
البرنامج الديني الأفضل
رغم رواج البرامج الدينية بشكل عام، خلال شهر رمضان المبارك بشكل خاص، أظهرت الدراسة أن نسبة كبيرة (ما يقارب ثلثي العينة: ٦٢٪) لا تتابع هذا النوع من البرامج.
كما بيّنت النتائج أن البرنامج الديني »قصص القرآن«، احتل المركز الأول بين فئة البرامج الدينية الأكثر تفضيلاً. ورغم استحواذه على موقع الصدارة، إلا أن النسبة التي ذَكَرت اسم هذا البرنامج لا تتعدى (٧٪) من المشاهدين.
أما المرتبة الثانية، فكانت من نصيب برنامج »السيرة النبوية« للشيخ نبيل العوضي، مستحوذا على (٥٪) من إجمالي العيّنة. بينما حلّ برنامج »قصص الأنبياء« ثالثاً حيث استحوذ على تفضيل (٤٪) فقط من المشاهدين.
مقارنة دورة البرامج الحالية بسابقتها
اعتبرت غالبية العينة هذه السنة، بنسبة ٤٩٪ (كما الحال في العام الماضي) أن دورة البرامج الحالية لشهر رمضان المبارك أتت بمنزلة أفضل من سابقتها في العام .٢٠٠٧ بينما اعتبرت نسبة ٢٧٪ من العيّنة أن البرامج المقدّمة هذا العام أسوأ منها في العام ٢٠٠٧ (أي بارتفاع ٨ نقاط مقارنة مع العام الماضي ١٩٪). واعتبر ٢٤٪ من المستطلعين أن برامج هذا العام على حالها مقارنة مع العــام الماضي. وتدل هذه النتائج عن إعجاب متزايد بما تقدمه القنوات التلفــزيونية من برامج تنتج خصيصاً للعرض خلال هذه المناسبة. وقد تبين من خلال النتائج، أن المنافسة على عرض البرامج الأقوى قد اشــتدت هذا الموسم، وباتــت تلعب دوراً أكــثر فعالية في تقديم مستــويات أرقى من البرامج ترضي ذوق المشاهدين عــاماً بعد الآخر. ويبدو أن التحدي بات أكــثر صعــوبة في انتاج برامج تحظــى برضــا المشاهدين في السنة المقبلة